loader image

شجرة الرمان.. رمز من رموز الجمال الطبيعي والثراء الزراعي

شجرة الرمان.. رمز من رموز الجمال الطبيعي والثراء الزراعي

شجرة الرمان (Punica granatum) جوهرة من جواهر الطبيعة، تجمع بين الجمال والفائدة الصحية، وتعد من أكثر الأشجار شهرةً وانتشاراً حيث تعود أصولها إلى آلاف السنين.

فوائد شجرة الرمان لاتقتصر على ثمارها فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الاوراق واللب والزهور.

كانت تُزرع في الحدائق الملكية والمعابد كما تُعدّ رمزاً للخصوبة والحياة الطويلة في الثقافات المختلفة.

أسطورة الرمان

اليونان القديمة عرفت هذه الفاكهة في القرن الثامن قبل الميلاد، حيث ظهر الرمان في ملحمة «الأوديسا» للشاعر هوميروس باعتباره جزءاً من حدائق الفردوس لشعب «الفياكيين» الأسطوري الذي كان يقطن الجزر البعيدة.

وكان الإغريق يقدسون ثمار الرمان الذي ارتبط لديهم بالأمل في مواصلة الحياة حتى الموت وكان يعتبر من الأشياء التي تم إخفاؤها فيما كان يعرف بالصندوق الأسطوري الموجود في قاعة «التيليسترون»، وهي قاعة إقامة الطقوس السرية المقدسة في مدينة إلفسينا، وكان الرمان لا يظهر إلا لمن تنكشف لهم الأسرار في الاحتفالات الطقوسية المقدمة للآلهة.

الموطن الأصلي لشجرة الرمان

تعدّ مناطق غرب آسيا والشرق الأوسط موطنها الأصلي، حيث كانت تُزرع منذ آلاف السنين في (إيران، تركيا، العراق والهند).

وقد تمّ انتشار زراعتها لاحقاً إلى المناطق المتوسطية، شمال إفريقيا، الصين واليابان.

الظروف الملائمة للزراعة

تتم زراعتها في مناطق ذات مناخ معتدل إلى استوائي، حيث يُفضّل أن تتلقى أشعة الشمس المباشرة لمدة تصل إلى 6-8 ساعات يومياً.

تحتاج إلى تربة جيدة التصريف، يمكن زراعتها من خلال البذور أو العقلات، وتتطلّب رعاية مستمرة خلال فترة نموها الأولى.

تتطلّب ري منتظم خلال فصل الصيف، لكن يجب تجنّب تجمع الماء حول الجذور، حيثُ يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعفنها، ويُنصح بتوفير الدعم والتسلق للأغصان الطويلة والثقيلة لمنع انكسارها تحت ثقل الثمار.

تبدأ شجرة الرمان بإنتاج الثمار من عمر سنتين إلى 3 سنوات، وقد تحتاج إلى وقت أطول في بعض الحالات، ولكن وبمجرد أن تبدأ الشجرة بالإزهار، فإنّ إنتاجها للثمار سيزداد سنوياً إلى أن يكتمل نموها تماماً في العام العاشر تقريباً من زراعتها.

 

زهرة الرمانزهرة شجرة الرمان

الفوائد الصحية لشجرة الرمان

الرمان هو فاكهة غنية بالعديد من الفوائد الصحية. إليك بعض المعلومات عن فوائد الرمان:

1. مضاد للأكسدة:

يحتوي الرمان على مركبات مضادة للأكسدة قوية مثل البوليفينولات والفلافونويدات، والتي تساعد في مكافحة الجذور الحرة وتقليل التأثيرات الضارة للأكسدة على الجسم.

2. تعزيز صحة القلب:

يحتوي عصير الرمان على مضادات الأكسدة ومركبات مضادة للالتهابات تساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وتحسين صحة القلب عموماً.

3. تعزيز صحة الجهاز المناعي:

يحتوي الرمان على فيتامين C والمعادن (البوتاسيوم والفولات)، والتي تعزز صحة الجهاز المناعي وتساعد في مكافحة الالتهابات والأمراض.

4. تحسين صحة الجهاز الهضمي:

يحتوي الرمان على الألياف الغذائية التي تساعد في تحسين عملية الهضم وتقليل مشاكل الجهاز الهضمي مثل الإمساك والإسهال.

5. تعزيز صحة الجلد:

يحتوي الرمان على مضادات الأكسدة والفيتامينات التي تساعد في تحسين صحة البشرة وتقليل التجاعيد وتعزيز إشراقتها.

6. دعم صحة العظام:

يحتوي الرمان على معادن (البوتاسيوم والكالسيوم والمنغنيز)، والتي تعزز صحة العظام وتقويها.

7. تقليل خطر السرطان:

مركبات البوليفينولات الموجودة في الرمان تساهم في تقليل خطر بعض أنواع السرطان مثل سرطان البروستاتا وسرطان الثدي.

8. مكافحة البكتيريا:

تساعد المركبات النباتية في مكافحة بعض أنواع البكتيريا وخميرة المبيضات البيضاء.

9. أمراض اللثة:

للرمان دور وقائي ضد التهابات وأمراض اللثة ودواعم الأسنان حيث تحتوي على مجموعة متنوعة من المعادن الغذائية كالبوتاسيوم، الكالسيوم، الحديد والنحاس.

 

استخدامات الرمان

  • التغذية: يمكن أن يؤكل الرمان طازجاً أو يُصنع عصير.
  • الطهي: يتمّ استخدام الرمان في تحضير الصلصات و السلطات أو الأطباق الرئيسية.
  • التجميل: يستخدم زيت بذور الرمان في منتجات العناية بالبشرة والشعر، حيث يساعد في ترطيب البشرة وتحسين مرونتها.

عصير الرمان

 

نجد أنفسنا دائماً محاطين بجمال الطبيعة وشجرة الرمان رمزاً للثروة الطبيعية،هي تجسيد للتراث والتنوع والعطاء.

وعلى الرغم من مرور الزمن وتطّور التكنولوجيا، تبقى شجرة الرمان تنمو وتزهر كتذكير حيّ لقدرة الطبيعة على تقديم الجمال والنعم بأشكالها المتعددة.

المراجع