الغابات ليست مجرّد أشجار ترتفع في الأفق، بل هي قلوب خضراء تنبضُ بالحياة، لكن ماذا لو غابت فجأة؟! ماذا لو تحوّلت إلى بحارٍ من النيران تلتهم كل ما تصطف عليه سطور الحياة؟!
منذ الأزمنة القديمة وحتى يومنا هذا، تعدّ حرائق الغابات واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية خطورةً على الحياة البرية والإنسانية، حيث تتسبّب بخسائر كبيرة في الحياة الطبيعية، المنازل والممتلكات الخاصة.
وللأسف تحدث بشكل متزايد مسببة أضراراً كبيرةً في الغابات .
أسباب حدوث حرائق الغابات
تحدث لأسباب عديدة نذكر البعض منها:
- التغيرات المناخية التي تؤدي إلى زيادة درجات الحرارة ونقصان كميات الأمطار. حيث أنّ ارتفاع درجات الحرارة يجفّف النباتات والأشجار، مما يجعلها أكثر عرضة للاشتعال. كما أنّ نقصان الأمطار يؤدي إلى جفاف التربة والنباتات، مما يُسهل انتشار الحـرائق بسرعة. لذلك، يجب أن نولي اهتماماً كبيراً لمكافحة تغيّر المناخ والعمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
- الأنشطة البشرية تتسبّب بنسبة كبيرة من الحرائق. حيثُ يلجأ بعض الأشخاص إلى إشعال النيران في الغابات لأغراض مختلفة، مثل التخلص من النفايات أو فتح مساحات زراعية جديدة . يمكن أن تنشأ الحرائق أيضاً نتيجة للحوادث العرضية الناجمة عن الخلل والأعطال الطارئة في شبكات الكهرباء ومحولاتها في مناطق الغابات.
- تسبب الصواعق 0,5% من مجموع الحرائق.
- السياحة والاستجمام ضمن الغابات ومافيها من إلقاء عواقب السجائر على جوانب الطرقات أو لأغراض التخييم والطهي.
- الحشرات والأمراض التي تُصيب الأشجار والنباتات تجعلها أكثر عرضة للاشتعال.
أضرار حدوث حرائق الغابات
تسبّب الحرائق أضراراً كثيرة على البيئة والحياة البرية والبشرية، ومن بين هذه الأضرار:
- تدمير النباتات والأشجار والكائنات الحية: يتسبّب الحريق في تدمير الغطاء النباتي والأشجار والحيوانات البرية في الغابات.
- تلوث الهواء: ينتج كميات كبيرة من الدخان والغازات السامة، التي تُؤثر على صحة الإنسان والحيوانات.
- تدمير التربة:حيث تؤثر على جودة التربة وتسبب في تدهورها وفقدان العناصر الغذائية الهامة، مما يجعلها غير صالحة للزراعة في المستقبل.
- تغير المناخ: زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة الأخرى.
- تُؤثر على المناطق السكنية والبشرية: يمكن أن تتسبب في تدمير الممتلكات والمنازل، وتهدّد سلامة السكان المحليين.
- تؤثر على الاقتصاد حيثُ تسبب في تدمير الموارد الطبيعية وزيادة التكاليف للحكومات والمنظمات التي تحاول السيطرة على الحرائق وإطفائها.
إجراءات الوقاية للحد من حرائق الغابـات
- تعزيز الوعي العام بأهمية الحفاظ على الغابات وأضرار حدوث الحرائق.
- توعية الجمهور بضرورة الابتعاد عن السلوكيات الاستهلاكية المسببة للحرائق وتشجيع المشاركة في حملات الغابات الخضراء.
- جهود التنظيم والرقابة لمنع حدوث الحرائق المتعمدة. تشديد العقوبات على المتسببين في إشعال النيران عمداً وتفتيش مناطق الغابات للتأكد من عدم وجود أي أعمال إنشائية تتسبب في اندلاع الحرائق.
- التخطيط الجيّد لإدارة الحرائق في مناطق الغابات، يتضمّن ذلك إنشاء طرق وممّرات إخلاء، استخدام تقنيات متقدمة للكشف المبكر عن الحرائق مثل أجهزة الاستشعار عن بُعد وأنظمة التنبيه المبكر.
- تعزيز جهود التخطيط العمراني المستدام، تقليل التوسع العمراني غير المُنظم في المناطق القريبة من الغابات وضمان أن تكون المناطق السكنية والبنية التحتية عازلة للحـرائق.
- فتح خطوط النار داخل الغابات لمنع اتصال الحرائق.
حرائق الغابات ليست كارثة لا يمكن التغلب عليها، بل هي تحدي يمكننا مواجهته والعمل سوياً من أجل التغلب عليه. فلنتعاون يداً بيد، لنحمي هذا الكنز الطبيعي ونمنح الأجيال القادمة فرصةً للعيش في مستقبلٍ أكثر أملاً، تكون الغابات فيه ملاذاً آمناً وبيئة مزدهِرة للحياة.
المراجع
- Forest Fires:” A Reference Handbook” by Richard A. Clarke
- www.nationalgeographic.com
- www.worldwildwifelife.org
- www.fao.org